هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى لكل اهل السودان

المواضيع الأخيرة

» قصص واقعية أقرب للخيال
 الجزء الاول من قصة  مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 12, 2011 8:25 pm من طرف fahadbanki

»  الجزء الاول من قصة مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري
 الجزء الاول من قصة  مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 1:39 am من طرف omar makh

» الفرق بين اللرجل والمراة
 الجزء الاول من قصة  مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 20, 2010 10:29 pm من طرف omar makh

» جه الامتحان
 الجزء الاول من قصة  مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 15, 2010 2:37 am من طرف omar makh

» امير في خيالي
 الجزء الاول من قصة  مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري I_icon_minitimeالإثنين نوفمبر 22, 2010 2:53 am من طرف omar makh

» سلسلة اللغاز مستحيلة 2
 الجزء الاول من قصة  مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 17, 2010 12:45 am من طرف Admin

» طرائف وعجائب المعلمين في القدم
 الجزء الاول من قصة  مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 12, 2010 4:52 am من طرف omar makh

» معلم بعصا قصيرة وعصا طويلة
 الجزء الاول من قصة  مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 12, 2010 2:42 am من طرف omar makh

» قصيدة ماسورة هواي
 الجزء الاول من قصة  مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري I_icon_minitimeالجمعة نوفمبر 12, 2010 2:12 am من طرف Admin

المتواجدون الآن ؟

ككل هناك 1 عُضو حالياً في هذا المنتدى :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 1 زائر

لا أحد


[ مُعاينة اللائحة بأكملها ]


أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 10 بتاريخ الخميس أبريل 25, 2013 12:14 am


    الجزء الاول من قصة مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري

    omar makh
    omar makh
    نائب المدير


    المساهمات : 23
    تاريخ التسجيل : 22/09/2010
    العمر : 36

     الجزء الاول من قصة  مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري Empty الجزء الاول من قصة مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري

    مُساهمة  omar makh الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 1:39 am

    هذة اجزاء من قصة مجنون ليلى الشهيرة نتولها في شكل اجزاء وهنالك ايضا مناسبات للابيات والقصيدة وهذا هو الجزء الاول


    لما اخبر المجنون جلساؤه عند ذلك .فأخبروا اباها فحجبها عنه وعن سائر الناس وقدمه إلى السلطان فأهدر دمه إن هو زارها فلما حجبت عنه انشأ يقول :

    ألا حجبت ليلى وآلى أميرها على يمينا جاهلا لا أزورها (1)
    وأوعدني فيها رجال أبوهم أبي وأبها خشنت لي صدورها
    على غير شئ غير أني أحبها وأن فؤادي عند ليلى أسيرها
    وأني إذا حنت إلى الإلف إلفها هفا بفؤادي حيث حنت سحورها

    ثم أنه لما اشتهر بحبها وابتلى قام أبوه وأخوته وبنو عمه وأهل بيته لإتوا أبا ليلى وسألوه بالرحم والقربة والحق العظيم أن يزوجها منه وأخبروه أنه أبتلى بها فأبى أبو ليلى ولج وحلف وقال : والله لا حدثت العرب أني زوجت عاشقا مجنونا فأقبل الناس إلى أبى المجنون وقالوا له : لو خرجته إلى مكة فعوذته بيت الله الحرام ,لعل الله يعافيه مما ابتلي به .فأخرجه أبو إلى مكة وهما راكبان جملا في محمل فلما وصلا مكة قال له أبوه : يا قيس تعلق بستار الكعبة , ففعل , فقال : وقل يا رب أرحني من ليلى وحبها , فقال أللهم من علي بليلى وقربها , فضربه أبوه فأنشأ يقول :

    يا رب إنك ذو من ومغفرة بيت بعافية ليل ألمحبينا
    الذاكرين الهوى من بعد ما رقدوا الساقطين على الأيدي المكبينا
    يا رب لا تسلبني حبها أبدا ويرحم الله عبدا قال آمينا

    وقال أيضا :

    دعا المحرمون الله يستغفرونه بمكة شعثا كي تمحي ذنوبها
    و ناديت: يا رحمن أول سؤلتي لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها
    وأن أعط ليلى في حياتي لم يتب إلى الله عبد توبة لا أتوبها
    يقر لعيني قربها ويزيدني بها عجبا من كان عندي يعيبها
    وكم قائل من قال تب فعصيته وتلك لعمري خلة لا أصيبها
    وما هجرتك النفس يا ليل انها قلتك ولكن قل منك نصيبها
    فيا نفس صبرا لست والله فاعلمي بأول نفس غاب عنها حبيبها
    فلما سمع أبوه هذة الابيات رق له فأخذه بيده نحو منى يريد رمي الجمار,
    فبينما هو بمني إذ سمع مناديا ينادي من بعض تلك الخيام , يا ليلى فخر مغشيا عليه وأجتمع عليه قومه وأبوه باك حزين فأفاق مصفر اللون وأنشأ يقول :

    وداع دعا إذ نحن بالخيفي من منى فهيج أحزان الفؤاد وما يدري
    دعا باسم ليلى غيرها فكأنما أطار بلبي طائرا كان في صدري (1)
    دعا بأسم ليلى أسخن الله عينه وليلى بأرض الشام في بلد قفر(2)
    عرضت على قلبي العزاء فقال لي من الان فاجزع لا تمل من الصبر(3)
    إذا بان من تهوى وشط به النوى ففرقة من تهوى أحر من الجمر (4)

    وقال :

    أيا ليل زند البين يقدح في صدري ونار الأسى ترمي فؤادي بالجمر
    أبي حدثان الدهر إلا تشتتا وأي هوى يبقى على حدث الدهر
    تعز فإن الدهر يجرح في الصفا ويقدح بالعصرين في الجبل الوعر
    وإني إذا ما أعوز الدمع أهله فزعت إلى دلحاء دائمة القطر
    فوالله ما أنساك ما هبت الصبا وما ناحت الاطيار في وضح الفجر
    وما نطقت بالليل سارية القطا وما صدحت في الصبح غادية الكدر
    وما لاح نجم في السماء وما بكت مطوقة شجوا على فنن الدر
    وما طلعت شمس لدى كل شارق وما هطلت عين على واضح النخر
    وما اغطوطش الغربيب واسود لونه وما مر طول ذكرك في تصدري (1)
    وما حملت أنثى وما خب ذعلب وما طفح الآذي في لجج البحر(2)
    وما زحفت تحت الرحال بركبها قلاص تؤم البيت في بلد القفر
    فلا تحسبي يا ليل أني نسيتكم وأن لست مني حيث كنت على ذكر
    أيبكي الحمام الورق من فقد إلفة وتسلو ومالي عن أليفي من صبر
    فأقسم لا أنساك ما ذر شارق وما خب آل في معلمة قفر
    الا ليت شعري هل ابيتن ليلة أناجيكم حتي أرى غرة الفجر
    لقد حملت أيدي الزمان مطيتي على مركب مستعطل الناب والظفر

    فلما سمع أبوه هذة الابيات أخذ بيده إلى محفل من الناس فسألهم أن يدعوا له الله تعالى بالفرج . فلما أخذ الناس بالدعاء أنشأ يقول :
    ذكرتك والحجيج لهم ضجيج بمكة والقلوب لها وجيب
    وقلت ونحن في بلدا حرام به الله أخلصت القلوب
    أتوا إلك يا رحمن مما عملت فقد تظاهر الذنوب
    واما من هوى ليلى وتركي زيارتها فأني لا اتوب
    وكيف عندها قلبي رهين أتوب إليك منها أو أنيب

    وعن أبي مسكين قال :
    خرج رجل منا حيى إذا كان بموضع يقال له يئر ميمون إذ هو بجماعة في ذري جبل وإذا فتى قد تعلقوا به كأحسن ما يكون من الرجال و
    اجملهم يريد أن يرمي نفسه من أعلى الجبل غير أنه مصفر اللون ناحل البدن وهو يقول :
    لقد هم قيس أن يزج بنفسه ويرمي بها من ذروة الجبل الصعب
    فلا غرو أن الحب للمرء قاتل يقلبه مشاء جنبا إلى جنب
    أناخ هوى ليلى به فأذاته ومن ذا يطيق الصبر عن محمل الحب
    فيسقيه كأس الموت قبل أوانه ويورده قبل الممات إلى الترب
    قال : فسألت أنه فقيل هذا مجنون بني عامر أخرجه أبوه إلى هذا الجبل يستقبل الريح التي تهب من ناحية نجد ويكره أن يخليه فيرمي بنفسه من الجبل فلو شئت دنوت منه فأخبرته أنك قدمتك من ناحية نجد فتقدم إليه فلعله ينزل من الجبل قلت نعم فدنوت منه فقالوا يا أبا المهدي هذا رجل قدم من ناحية نجد قال فتنفس الصعداء حتي ظننت أن كبده تصدعت ثم جلس يسألني عنها وعن بلاد نجد فأقبلت أحدثه وأصف له وهو يبكي اشد بكاء وأوجعه للقلب ويقول :

    ألا حبذا نجد وطيب ترابها وأرواحها إن كان نجد على العهد (1)
    ألا ليت شعري عن أعوير ضتي قبا لطول التنائي هل تغيرتا بعدي (1)
    وعن أقحوان الرمل ما هو فاعل إذا أمسى ليلة بثرى جعد (2)
    وعن جارتنا بالبتيل إلى الحمى على عهدنا أم لم تدوما على عهد (3)
    وعن علويات الرياح إذا جرت بريح الخرامى هل تهب إلى نجد (4)
    وهل تنفضن الريح أفنان لمتي على لاحق الإطلين منذلق الوخد (5)
    وهل أسمعن الدهر أصوات هجمة تطالع من وهد خصيب إلى وهد(6)

    قال : فأقبل أبوه بعد أن قضى نسكه يريد أهله فلما قدم جمع اعمامه وأخواله فلاموه وعذلوه وقالوا لا خير لك في ليلى ولا لها فيك وقد رددنا عنها ولك في بنات عمك من هي خير لك منها فلو تزوجت واحدة منهن ترجو أن يزول عنك بعض ما بقلبك من حبها فأنشأ يقول :
    لقد لامني في حب ليلى أقاربي لأبي وابن عمي وابن خالي وخاليا(7)
    يقولون ليلى أهل بيت عداوة بقسي ليلى من عدو وماليا
    أرى أهل ليلى لا يردون بيعها بشئ ولا أهلي يريدونها ليا
    قضى الله بالمعروف منها لغيريا وبالشوق والابعاد منها قضى ليا
    قسمت الهوى نصفين بيني وبينها فنصفا لها هذا لهذا , وذا ليا
    ألا يا حمامات العراق اعنني على شجنا وابكين مثل بكائيا
    يقولون ليلى بالعراق مريضة فيا ليتني كنت الطبيب المداويا
    فشاب بنو ليلى وشاب ابن بنتها وحرقة ليلى في الفؤادي كما هيا
    على لئن ليلى بخلوة زيارة بيت الله رجلان حافيا
    فيا رب إذ صيرت ليلى هي المنى فزني بعينيها كما زنتها ليا
    وإلا فبقضها إليا وأهلها فأني بليلى قد لقيت الدواهيا
    يلومون قيس بعدما شفاه الهوى وبات يراعي النجم حيران باكيا
    فيا عجبا ممن يلوم على الهوى فتن دنفاً أمسى من الصبر عاريا
    ينادي الذي فوق السماوات عرشه ليكشف وجدا بين جنبه ثاويا
    يبت ضجيع الهم ما يطعم الكرى ينادي إلهي قد لقيت الدواهيا
    بساحرة العينين كالشمس وجهها يضئ ثناءها في الدجى متساميا

    قال : فلما سمعوا مقالته أسمعوه ما يكره فمر على وجهه آسيا مهموما حزينا متفكرا في أمرها حتى منعه ذلك من الطعام والشراب وترك محادثة الناس وصار في حد يرحمه من رآه من عدو وصديق , فقال :

    ما بال قلبك يا مجنون قد هلعا من حب من لا ترى في صلها طمعا (1)
    الحب والعشق سيطا من دمي لهما فأصبحا في فؤادي نابتين معا(2)
    طوبى لمن أنت في الدنيا قربيته لقد نفى الله عنه الهم والجزعا
    بل ما قرأت كتابا منك يبلغني إلا ترقرق ماء العين أو دمعا
    أدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني حتى إذا قلت هذا صادق نزعا
    لا أستطيع نزوعا عن مودتها ويصنع الحب بي فوق الذي صنعا
    كم من دنئ لها قد كنت أتبعه ولو صحا القلب عنها كان لي تبعا
    وزادني كلفا في الحب أن منعت أحب شئ إلى الإنسان ما منعا
    إقر السلام على ليلى وحق لها منى التحية إن الموت قد نزعا
    أمات أم هو حي في البلاد فقد قل العزاء وأبدى القلب ما جزعا
    وقيل كان المجنون بموضع يسمى الواديين وكان يجلس بينهما , ويخلو في بيته , فخرج يوما يريدهما , فلما صار قريبا من الوديين أنشأ يقول :
    ألا لا أرى وادي المياه يثيب ولا النفس عن وادي المياه تطيب
    أحب هبوط الواديين وإنني لمشتهر بالواديين غريب
    أحقا عباد الله أن لست واردا ولا صادرا إلا على رقيب
    ولا زائرا فردا ولا في جماعة من الناس إلا فيك أنت مريب
    وهل ريبة في أن نحن نجيبة إلى إلفها أو أن يحن تجيب
    وإن الكثيب الفرد من جانب الحمى إلى وإن لم آته لحبيب
    ولا خير في الدنيا إذا أنت لم تزر حبيبا ولم يطرب إليك حبيب

    وذكر أن أباه الملوح أتاه وحمله إلى بابل ليعالجه , وذلك قبل نزول ما نزل به من الحب الشديد وسورة العشق , فحمله على ناقته , فلما أمعنا في السير ذكر المجنون ليلى , فلم يتمالك أن قال :
    تمتع من ذرى هضبات نجد فانك موشك أن لا تراها
    وأودعها الغداة فكل نفس مفارقة إذا بلغت مداها

    قال فبكى أبوه رحمة له , وقال : يا بني هل لك أن تسلو بغيرها , فقال : والله ما أجد إلى السلو سبيلا , وإني لفي أعظم الكرب والبلاء,وأنشأ يقول :

    وكر قائل لي أسل عنها بغيرها وذلك من قول الوشاة عجيب
    فقلت وعيني تستهل دموعها وقلبي بأكناف الحبيب يذوب
    لئن كان لي قلب يذوب بذكرها وقلب بأخرى , إنها لقلوب
    فيا ليل جودي بالوصال فإنني يجبيك رهن والفؤاد كئيب
    لعلك أن تروي بشرب على القذى وترضني بأخلاق لهن خطوب
    وتبلى وصال الواصلين فتعلمي خلائق من يصفي الهوى ويشوب
    لقد شف هذا القلب أن ليس بارحا له شجن ما يستطيع قريب
    فلا النفس تخليها الأعادي فتشتفي ولا النفس عما لا تنال تطيب
    لك الله أني واصل ما وصلتني ومثن مما أوليتني ومثيب
    وآخذ ما أعطيت صفوا وإنني لأزور عما تكرهين هيوب
    فلا تتركي نفسي شعاعا فإنها من الوجد قد كادت عليك تذوب
    ألقي من الحب المبرح سورة لها بين جلدي والعظام دبيب
    وإني لأستحييك حتى كأنما على بظر الغيب منك رقيب

    قال الوالي :

    بلغني أنه دخل بابل واجتمع إليه المطببون , وأقبلوا يقونه شربة بعد شربة ,ويكوونه , فلما أكثروا عليه أنشأ يقول :

    دعوني . دعوني قد أطلتم عذابيا وأنضجتم جلدي بحر المكاويا
    دعوني أمت غما وهما وكربة أيا ويح قلبي من به مثل مابيا
    دعوني بغمي وانهدوا في كلاءة من الله قد أيقنت أن لست باقيا
    وراءكم إني لقيت من الهوى تباريح أبلت جدتي وشبابيا
    براني شوق لو برضوي لهده ولو بثبير صار رمسا وساقيا
    سقى الله أطلالا بناحية الحمى وإن كن قد أبدينا للناس مابيا
    منازل لو مرت عليها جنازتي لقال الصدى يا حاملي نزلا بيا
    فأشهد بالرحمن من كان مؤمنا من كان يرجو الله فهو دعا ليا
    لحا الله أقوالا يقولون إننا وجدنا الهوى في النأي للصب شافيا
    فما بال قلبي هده الشوق والهوى وأنضج حر البين مني فؤاديا
    ألا ليت عيني قد رأت من رآكم لعلي أسلو ساعة من هياميا
    وهيهات أن أسلو من الحزن والهوى وهذا قميصي من جوي البين باليا
    فقلت نسيم الريح أد تحيتي إليها وما قد حل بي و دهانيا
    فأشكره إني إلى ذاك شائق فياليت شعري هل يكون تلاقيا
    معذبتي لولاك ما كنت هائما أبيت سخين العين حران باكيا
    معذبتي قد طال وجدي وشقتي هواك فيا للناس قل عزائيا
    معذبتي أوردتني منهل الردى و أخلفت ظني واحترمت وصاليا
    خليلي هيا فأسعداني على البكا فقد جهدت نفسي ورب المثانيا
    خليلي إني قد أرقت ونمتما لبرق يمان فاجلسا عللانيا
    خليلي لو كنت الصحيح وكنتما سقيمين لم أفعل كفعلكما بيا
    خليلي مدا لي فراشي وارفعا وسادي لعل النوم يذهب مابيا
    خليلي قد حانت وفاتي فاطلبا لي النعش والأكفان واستغفرا ليا
    وإن مت من داء الصبابة أبلغا نييجة ضوء الشمس مني سلاميا

    وقال بعضهم بينما أنا أدور في صحراء بني تميم إذ صادفاني صيادين
    قد قنصا ظبيا وعقلاه , فوقفت أنظر إليهما إذا بفتى قد أقبل ,كأن وجهه فلقة قمر , عليه ضفيرتان تضربان خصره, فدنا منهما , وتأمل الظبي ثم أرسل عينيه بالبكاء وهو يقول :

    وذكرني من لا أبوح بذكره محاجره خشف في حبائل قانص
    فقلت ودمع العين يجري بحرقة ولحظي إلى عينية لحظة شاخص
    ألا أيهذا القانص الخشف خله وأن كنت تأباه فخذ بقلائصي
    خف الله لا تقتله عن شبيهه حياتي وقد أرعدت مني فرائضي

    فو الله ما برح حتى اشتراه , وخلى سبيله .

    قيل :

    دخل كثير بن عبد الرحمن على عبد الملك بن مروان وقد قعد الشرب , فقال : يا كثير هل رأيت أعشق منك ؟ قال : نعم , يا أمير الؤمنين , قال: وكيف وأنت القائل :

    ركبان مكة والذين أراهم يبكون من حر الفؤاد همودا
    لو يسمعون كما سمعت كلامها خروا لعزة ركعا وسجودا
    الله يعلم لو أردت زيادة في حب عزة ما وجدت مزيدا

    قال : أخبرك يا أمير الؤمنين بينما أنا أسير في بعض البوادي في ساعة الهاجرة , في يوم شديد الحر , إذ رفع لي شخص في مفازة , ليس بها أنيس , فذعرت منه , ثم ملت إليه , فإذا هو شاب حسن الوجه , جعد الشعر , فقلت : إنسي أنت أم جني ؟ قال بل إنسي و فقلت : ما أخرجك في هذه الساعة إلى هذه البرية ؟ قال : نصيب شركا للظباء , قلت – وقد قرمت إلى اللحم يا أمير المؤمنين :- أتجعل لي فيه نصيبا إن أقمت عليك ؟ قال : نعم ونعمة عين , فأقمت عنده حتى اقتنص ظبيه كأحسن ما يكون من الظباء , ثم قبض على قرنها , أقبل ينظر في محاسنها ويقول:
    أيا شبيه ليلى لا تراعي فإنني لك اليوم من بين الوحوش صديق (1)
    ثم أطلقها وجعل ينظر في أثرها ويقول :
    أقول وقد أطلقتها من وثاقها فأنت لليلى إن شكرت عتيق
    فعيناك عيناها وجيدك جيدها سوى أن عظم الساق منك دقيق
    وكاد بلاد الله يا أم مالك بما رحبت منكم على تضيق(2)
    قال : ثم وقف يا أمير المؤمنين ساعة ,فإذا قد علقت أخرى فصنع بها ما صنع بالأولى ثم أطلقها وأنشأ يقول :

    ألا يا شبيه ليلى لا تراعي ولا تنسل عن ورد التلاع
    لقد أشهتها إلا خلالا تشوز القرن أو خمش الكراع
    فتعجبت يا أمير الؤمنين من صنعه , فما كان إلا هنيهة حتى علقت أخرى و فأطلقها من وثاقها . وجعل يبكي ويقول :
    تروح سالما يا شبيه ليلى قرير العين واستطب البقولا
    فليلى أنقذتك من المنايا وفكت عن قوائمك الكبولا
    فغاظني يا أمير الؤمنين غيظا شديدا , وقلت في نفسي ستعلم , ثم مكثنا ساعة فعلقت أخرى فوثبت إليها فكسرت يدها طمعا في لحمها فبكى بكاءء عاليا , ثم قال : ويحك ما دعاك إلى أن أفشدت موضعا يوافقني وكنت ألفة , ثم اغتفلني فأتى ماء كان قريبا منه فغمس فيه كساء فبله , ثم أتى توبرة فاطفأها ثم قال : أفسدت حالي وما أراه إلا أنه مات .
    فقال عبد الملك بن مروان : فأين أنت من قولك حيث تقول :

    أيا عز لو أشكو الذي قد أصابني إلى ميت في قبره لبكى ليا
    ويا عز لو أشكو الذي قد أصابني إلى راهب دير لرئي ليا
    ويا عز لو أشكو الذي قد أصابني إلى جبل صعب الذرى لا تحنى ليا
    ويا عز لو أشكو الذي قد أصابني إلى ثعلب في جحره لا نبرى ليا
    ويا عز لو أشكو الذي قد أصابني إلى موثق في قيده لعدا ليا

    قال : أشعر مني يا أمير الؤمنين الذي يقول :

    إن الظباء التي في الدور تلك الظباء التي لا تأكل الشجرا
    لهن أعناق غزلان وأعينها وهي أحسن من أبدانها صورا
    ولي فؤاد يكاد الشوق يصدعه إذ تذكر من مكنونه الذكرى
    كانت كدرة بحر غاص غائصها فأسلنتها يداه بعد ما قدرا

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 10:35 am