ويحكى الجاحظ أيضا قال : مررت على خربة , فإذا بها معلم وهو ينبح نبيح الكلاب . فوقفت انظر إلية وإذا بصبي قد خرج من دار , فقبض عليه المعلم . وجعل يلطمه ويسبه , فقلت عرفني خبره . فقال : هذا صبي لئيم يكره التعليم و يهرب ويدخل الدار ولا يخرج , وله كلب يلعب به , فإذا سمع صوتي ظن أنه صوت الكلب فيخرج فأمسكه . وجاءت امرأة إلي المعلم بولدها تشكوه فقال له : ما إن تنتهي وإلا فعلت بأمك , فقالت يا معلم هذا صبي ما ينفع فيه الكلام فأفعل ما شئت لعله ينظر بعينه ويتوب , فقام وفعل بها أمام ولدها , وقال الجاحظ: رأيت معلما في الكتاب وحده فسألته , فقال : الصغار داخل الدرب يتصارعون فقلت أحب أن أراهم فقال : أشير عليك بذلك فقلت : لا بد , قال :فإذا جئت إلى رأس الدرب اكشف رأسك لئلا يعتقدوك المعلم فيصفعونك حتي تعمى . وقال بعضهم : رأيت معلما وقد جاء صغيران يتماسكان فقال أحدهما : هذا عض أذني , فقال الآخر : لا والله يا سيدنا هو الذي عض أذن نفسه , فقال المعلم : يا ابن الزانية هو كان جمل يعض أذن نفسه . وقال بعضهم : رأيت معلما وهو يصلى العصر , فلما ركع أدخل رأسه بين رجليه , ونظر إلى الصغار وهم يلعبون , وقال يا ابن البقال قد رأيت الذي عملت وسوف أكافئك إذا فرغت من الصلاة .
و حكي عن الجاحظ انه قال : ألفت كتابا في نوادر المعلمين , وما هم عليه من التغفل , ثم زجعت عن ذلك وعزمت على تقطيعه , فد خلت يوما مدينة , فوجت فيها معلما في هيئه حسنة , فسلمت عليه فرد علي أحسن رد ورحب بي فجلست عنده , وباحثته في القرآن , فإذا هو ماهر فيه , ثم فاتحته في الفقه والنحو وعلم المعقول و أشعار العرب , فإذا هو كامل الآداب , فقلت هذا والله مما يقوى عزمي علي تقطيع الكتاب . قال: فكنت أختلف إليه وأزوره , فجئت يوما لزيارته , فإذا بالكتاب مغلق ولم أجده , فسألت عنه , فقيل : مات , فحزن عليه وجلس في بيته للعزاء , فذهبت إلى بيته وطرقت الباب , فخرجت إلي جاريه , وقالت : ما تريد ؟ قلت سيدك , فدخلت , وخرجت , وقالت : باسم الله , فدخلت إليه وإذا به جالس فقلت عظم الله أجرك لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة كل نفس ذائقة الموت , فعليك بالصبر , ثم قلت له , هذا الذي توفي ولدك ؟ قال لا, قلت أخاك ؟ قال لا فقلت فزوجتك قال لا فقلت وما هو منك ؟ قال حبيبتي فقلت في نفسي هذا أول المناحس . فقلت سبحان الله النساء كثيرات ستجد غيرها فقال أتظن إني رايتها ؟ قلت وهذه منحسة ثانية ثم قلت وكيف عشقت من لم تر فقال اعلم إني كنت جالسا في هذا الكتاب وأنا أنظر من الطاقة إذ رأيت رجلا عليه برد وهو يقول :
يا أم عمرو جزاك الله مكرمة ردي فؤادي أينما كنا
لا تأخذي فؤادي تلعبين به فكيف يلعب بالإنسان إنسانا
فقلت في نفسي لولا أن أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها , ما قيل فيها هذا الشعر فعشقتها , فلما كان منذ يومين مر ذلك الرجل بعينه وهو يقول :
لقد ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار
فعلمت أنها ماتت فخرجت عليها وأغلقت المكتب وجلست في الدار فقلت : يا هذا إني كنت ألفت كتابا في نوادركم معشر المعلمين وكنت حين صاحبتك عزمت على تقطيعه و الآن قد قويت عزمي علي إبقائه وأول ما أبدا أبدا بك إن شاء الله تعالى .
و حكي عن الجاحظ انه قال : ألفت كتابا في نوادر المعلمين , وما هم عليه من التغفل , ثم زجعت عن ذلك وعزمت على تقطيعه , فد خلت يوما مدينة , فوجت فيها معلما في هيئه حسنة , فسلمت عليه فرد علي أحسن رد ورحب بي فجلست عنده , وباحثته في القرآن , فإذا هو ماهر فيه , ثم فاتحته في الفقه والنحو وعلم المعقول و أشعار العرب , فإذا هو كامل الآداب , فقلت هذا والله مما يقوى عزمي علي تقطيع الكتاب . قال: فكنت أختلف إليه وأزوره , فجئت يوما لزيارته , فإذا بالكتاب مغلق ولم أجده , فسألت عنه , فقيل : مات , فحزن عليه وجلس في بيته للعزاء , فذهبت إلى بيته وطرقت الباب , فخرجت إلي جاريه , وقالت : ما تريد ؟ قلت سيدك , فدخلت , وخرجت , وقالت : باسم الله , فدخلت إليه وإذا به جالس فقلت عظم الله أجرك لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة كل نفس ذائقة الموت , فعليك بالصبر , ثم قلت له , هذا الذي توفي ولدك ؟ قال لا, قلت أخاك ؟ قال لا فقلت فزوجتك قال لا فقلت وما هو منك ؟ قال حبيبتي فقلت في نفسي هذا أول المناحس . فقلت سبحان الله النساء كثيرات ستجد غيرها فقال أتظن إني رايتها ؟ قلت وهذه منحسة ثانية ثم قلت وكيف عشقت من لم تر فقال اعلم إني كنت جالسا في هذا الكتاب وأنا أنظر من الطاقة إذ رأيت رجلا عليه برد وهو يقول :
يا أم عمرو جزاك الله مكرمة ردي فؤادي أينما كنا
لا تأخذي فؤادي تلعبين به فكيف يلعب بالإنسان إنسانا
فقلت في نفسي لولا أن أم عمرو هذه ما في الدنيا أحسن منها , ما قيل فيها هذا الشعر فعشقتها , فلما كان منذ يومين مر ذلك الرجل بعينه وهو يقول :
لقد ذهب الحمار بأم عمرو فلا رجعت ولا رجع الحمار
فعلمت أنها ماتت فخرجت عليها وأغلقت المكتب وجلست في الدار فقلت : يا هذا إني كنت ألفت كتابا في نوادركم معشر المعلمين وكنت حين صاحبتك عزمت على تقطيعه و الآن قد قويت عزمي علي إبقائه وأول ما أبدا أبدا بك إن شاء الله تعالى .
الأربعاء أكتوبر 12, 2011 8:25 pm من طرف fahadbanki
» الجزء الاول من قصة مجنون ليلى قيس بن الملوح العامري
الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 1:39 am من طرف omar makh
» الفرق بين اللرجل والمراة
الإثنين ديسمبر 20, 2010 10:29 pm من طرف omar makh
» جه الامتحان
الأربعاء ديسمبر 15, 2010 2:37 am من طرف omar makh
» امير في خيالي
الإثنين نوفمبر 22, 2010 2:53 am من طرف omar makh
» سلسلة اللغاز مستحيلة 2
الأربعاء نوفمبر 17, 2010 12:45 am من طرف Admin
» طرائف وعجائب المعلمين في القدم
الجمعة نوفمبر 12, 2010 4:52 am من طرف omar makh
» معلم بعصا قصيرة وعصا طويلة
الجمعة نوفمبر 12, 2010 2:42 am من طرف omar makh
» قصيدة ماسورة هواي
الجمعة نوفمبر 12, 2010 2:12 am من طرف Admin